neymar jr
الـجـنـس : الـبـلـد : عدد المساهمات : 1282 النقاط : 2372 تاريخ التسجيل : 17/08/2013 العمر : 34
| موضوع: الحج سفر إلى الله.... الإثنين أغسطس 19, 2013 3:37 pm | |
| الحج سفر إلى الله :الحج و العمرة ليس انتقال مكاني لزيارة مكان ، و إنما جعل الله الانتقال المكاني تهيئة للإنسان لكي يتحرك روحيا من الداخل و يتفهم أنه ذاهب لملاقاة الله في المكان و الزمان اللذان حددهما الله لمقابلته، فيقول تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) و يقول : (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق و لا جدال في الحج و ما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ) و الإحساس أنه مسافر من بلده إلى بلد آخر لله يجب أن يقابله إحساس داخلي بالحركة " أنا ذاهب إلى الله بكياني كله ، قلبا و روحا و جسدا ، إني مهاجر إلى ربي" . و ليس المقصود بالهجرة الانتقال من بلد إلى بلد ، و إنما المقصود هنا الهجرة الحقيقية بأن يترك ما هو عليه من غفلة و تهاجر روحه إلى الله و تنشغل به و تسعى إليه و تقصده . قد يكون العبد مهاجرا و هو في مكانه لم يبرح . و أصل الهجرة كما في الحديث الصحيح ( المهاجر من هجر السوء ) من هجر كل شيء خلاف مرضاة الله فهو مهاجر .
فإذا كان السفر إلى الله أو الهجرة إليه أصلا بالروح ، فإن الله تعالى جعل السفر إليه بالحج انتقال مكاني أيضا لكي تحس الروح بالانتقال هي أيضا . الجسد غير مكانه الذي تعود عليه في العالم المادي ، و الروح أيضا تنتقل من موقعها الذي اعتادته إلى مكان آخر و هو ملاقاة الله سبحانه و تعالى . انتقال الروح هذا نعبر عنه حين نقول : لبيك اللهم لبيك ، ألبي أمرك ، أستجيب لك ، قادم إليك ، متوجه إليك ، استجابة لك و طاعة و محبة لك ، كلي لك ، جسدا و روحا و قلبا .
الحجيج صنفان : الصنف الأول : سافر إلى الكعبة جسدا فقط ، و عاد جسدا فقط و لم يقابل الله ربه . تحركوا بدون قلوبهم أو أرواحهم . و هؤلاء حجهم او عمرتهم غير مقبولة إلا برحمة الله ، تفضلا وتكرما و تنازلا منه عز و علا .
الصنف الثاني : تسافر أرواحهم و قلوبهم إلى ربهم و تقابله فعلا ، فتعيش هائمة به سبحانه و تعالى ، غارقة في بحور فيوضاته و محيطات عطاءاته ، أفئدتهم مدركة ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) . فلننظر لأنفسنا ، من أي الصنفين نحن ؟ | |
|